(1)
صباح الخميس كانت المرة الأولى التي اتحدث فيها مع فتياتي في النادي بعد حدوث الثورات
في زمن الثورة كان بالأمس أول كلمة لي ! ..رغم أني أدّرس في الجامعة كل يوم من محاضرتين لثلاث يوميًا ...لكن للحديث مع فتيات النهضة شأن آخر ...
كُنت مرتبكة على غير العادة ...ماذا يُمكنني أن اقول ؟ فأنا التي جعلتني الثورات فارغة من كل شيء إلاّ من جوهر الفطرة وثوابت الدين !
بأي لغة خطاب سوف أتحدث ؟! ..وقد ألغت الثورة كل أشكال الوصاية ونسفت الكثير من الأساسيات التي كنت ارددها عليهم
ما فائدة ما سأقوله ؟! ...فما عاد للقول مكان بعد بوعزيزي وخالد سعيد وغنيم وأسماء محفوظ.. فقد الغوا كل الخيارات ولم يعد أمامنا سوى إمّا أن تفعل أو تفعل !
تكلمت ..وكان لكل كلمة مخاض خاص في قلبي ...وبعد ان انتهيت شعرت بأن كلامي كان باهتًا ومشوشًا
الكلام في زمن الفعل مجرد عبث !
(2)
لم أكن اتخيل يومًا ما أن افقد الدافعية للسفر للدراسة في الخارج
منذ أسبوع وأنا اتحاشى أن اقابل أبي ..أو أتكلم معه ..حتى لا يسألني عن جديد أوراق ابتعاثي
أشعر بأن جبل جاثمًا على صدري كلما تذكرت أمر السفر والرحيل
وأنا التي كان أهلي يحذرونني من أن أنساهم أو اتنكر لهم عندما أسافر من فرط اللامبالاة التي كنت أُبديها عندما كانوا يتحدثون عن الاغتراب
هل هذه أحدى اعراض الاكتئاب أو فقد الشهية التي أعاني منها ؟!
أم أنه عزوف حقيقي عن الدراسة في الخارج بسبب أن فقدّت بوصلتي في خضم هذه الأحداث المتسارعة ؟!
اللهم خرّ لي واختر لي ولا تكلني إلى اختياري طرفة عين أبدا ولا أقل من ذلك