الاثنين، 19 مارس 2012

تجربة جديدة قديمة (2)


(1)

كان مُنغصًا لي في هذه الأربعة الأيام بأني كنت أعاني من متلازمة ما قبل الدورة الشهرية (PMS) والتي تجعل مني شخص حلزوني متثاقل تمشي الحياة من حوله ببطء...ويمسك مكبر بين يديه ليبدأ في تأمل كل ما يجعل الحياة تعيسة ! 

لكن بالطبع وجود الأطفال حولي حارب بضراوة هرموناتي المضطربة وأستطيع أن اقول أنه نجح إلى حد كبير 

(2)

مما مارسته علي هرموناتي في هذه الأربعة الأيام ...اني كنت مستاءة للغاية من رده فعل كل شخص أخبره بأني اقضي 4 ايام مع أطفال صديقتي التي هي أحد أفراد عائلتي في هذه الأمريكا البعيدة ...4 آيام لوحدي بدون أخي ولا وسيلة نقل ولا خادمة !

كان الجميع متفاجئ للغاية ...البعض يرى انه عمل بطولي ونبيل للغاية لدرجة انه اجتاحتني رغبة عارمة في الصراخ في وجوههم بأن الأمر أبسط من ذلك بكثير! 

والبعض الآخر يرى انه عمل مجنون للغاية ..وأني سأظل كما أنا الفتاة الطيبة التي تتورط بطيبتها في مآزق حقيقية ! ...رغم ان الذين قالوا ذلك لا يعرفونني جيدًا كما تقول عائلتي ...ولم يروا بعد الشرير الذي بداخلي !

ما أشعرني بالاستياء الشديد هو أن هذه التعليقات أعادتني لقوالب اجتماعية سخيفة كنت قد تحررت منها منذ زمن ...كم هي مملة هذه الصناديق الاجتماعية البغيضة التي يحبس الناس أنفسهم فيها .

بعض هذه الصناديق الاجتماعية التي تصنف (مُتعَك) العادية إما لحماقة يُحاسبك عليها المجتمع في كل مرة وكأنه يدفع قيمتها من جيبه الخاص أو لبطولة يصفق لك عليها ببلاهة في كل مرة مما يحولك إما لأهبل مغرور بنفسك أو مريض بتقوس وانحناء شديد في أفكارك بسبب سقف التوقعات المنخفض الذي أهداك إياه المجتمع ! 

المهم آن اليوم الأول معهن (جود وحور ونور) قضيت كثير من الوقت فيه أثرثر في نفسي كخادمة اغضبتها ربة منزلها فانفلتت تتكلم بلهجة آسيوية سريعة غير مفهومة !

وكنت احارب أي محاولة شكر من أسمى حتى لا تؤكد في عقلي ما أسمعه من المجتمع !

الحمد لله أني تداركت ذلك وتذكرت اني مصابة بPMSing وأن الموضوع لا يحتاج لكل هذا الانفعال والتعصيب !

(3)

المهم 

لأسمى وسالم الذين منحاني هذه الثقة 

شكرًا...على هذه الأيام الذهبية 

ورجاءً لا داعي للشكر ..فنصف الإحراج والفشلة ستتبخران إذا شعرتم كما أشعر 

بآننا أفراد عائلة واحدة ...وهذا ما يحدث في العائلات ببساطة !

إنه أمر عادي جدًا 




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق