الأحد، 18 مارس 2012

تجربة جديدة قديمة (1)


(1)
هذه المرة الأولى التي اكتب فيها بالعربية منذ ثلاثة شهور ..اليوم اضرب حميتي اللغوية بعرض الحائط لأُنهي اجازة الربيع بما يليق بطالبة متورطة في أكوام من الدراسة ومواد القراءة !

هذه المرة الأولى التي اكتب فيها في المدونة منذ ما يُقارب العام ...في هذا العام كنت اكتب ما يدور في ذهني في أماكن شتى حتى لا اتورط بسحر وحميمية المدونات ! 

صُمتُ عن الكتابة والقراءة العربية ..لأني كنت عالقة في المنتصف بين لغتين ..وأنا شخص يُحب اللغة ويشعر بالخيانة حين لا يؤدي فروض الطاعة لها ..يحب أن يختبئ بين الحروف وينصاع لأوامرها ...أنا شخص يحب أن تكون الكلمات لعبته ويكون هو لعبة الكلمات !

اللغة تتجاوز عندي كونها أداة تواصل ..هي من أكون وكيف أكون ! ...يُمكن لنص (أكتبه) أن ينتشلني من الحُزن ...ويُمكن لنص (أقرأه) أن ينقذني من الضياع !

فحتى اتصالح مع حقيقة أني سأكون بحول الله طالبة ماجستير عليها أن تقرأ في الأسبوع أكوام من المقالات والكتب وأن تكتب عنها بالانجليزية ..قررت الصيام عن العربية إيمانًا بأن اتقان لغة أخرى سيمنحني عوالم ساحرة أخرى واحتسابًا بأن طلب العلم فريضة !

(2)
قيمة التجارب  في الحقيقة ليس في الدرس الأخير الذي تمنحنا إياه 

بل ربما يكون بالعكس 

بعض التجارب قاسيه تكتسب قيمتها من كم الأشياء التي (نخسرها) حتى نصل للدرس الأخير الذي يجعلنا نبدو حكماء للأخرين!

وبعضها تكون كريمة ومفاجئة فتكتسب من كم الأشياء التي (تمنحنا) إياه هذه التجارب حتى نبدو أثرياء بالمعرفة !

وفي أحيان قليلة تأتي أصيلة ..صافية لها طعم الشوكلاته بالحليب التي لم يتغير طعمها ابدًا في فمي ...هذه التجارب لا تكون جديدة غالبًا وتكتسب قيمتها من كم الأشياء التي (تعود بك) لنفسك !...هذه التجارب تخرج منها وانت تشعر بنفسك كما تعرفها وكما تحبها لا كما يصنفوها الآخرون !

هذا النوع من التجارب هو الذي عشته في الأربع الأيام الماضية مع جود .. ونور ..وحور !

بنات العائلة الصديقة لي أنا وأخي احمد في الغربة !

(3)
فرصة أن اقضي 4 أيام متواصلة مع أطفال فرصة منذ ثلاث سنوات لم أعشها ...انشغالي الشديد بالتدريس والأمور الإدارية في غراس لم يكن يسمحان لي ذلك !

قضيت السنوات الأخيرة لا اتحدث مع طفل ولا مع أم إلا إذا كان أحدهما يُعاني من مشكلة ! رغم المتعة التي أشعر بها وأنا اتحدث مع طفل حتى لو كان يعاني من مشكلة !

إلا أن المسئولية الإدارية تجاه تلك المشاكل جعلتني أنسى كيف يِمكن آن استمتع مع طفل ! 

جود ذات السنوات الست ...ونور ذات السنوات الأربع ...وحور ذات السنتان أعاداني لسحر الطفولة في أربعة أيام . 

قدموا لي رفاه التي أعرفها من جديد ...ذكروني بأني شخصية تُحب أروقة السياسة ...وتستمتع بتحليلات السياسيين ..وتحب الفكر وتعشق توصيف القضايا الإجتماعية ...ذكروني بأن القيادة والنقاشات الجادة والمبادرات الشبابية كُلها عوالمي التي أُحب !...

لكن الأهم من ذلك كله بأن سؤال واحد من طفل ترتسم على عيناه ملامح الدهشة مع الحيرة...هذا السؤال كفيل بآن يغريني ويمنحني من التحدي والمتعة ما يجعلاني أكرس وقتي وجهدي للإجابة عليه :)

قبل أن أبدأ في بعض من تفاصيل هذه الأربعة ايام دعوني اقول الخلاصة !

بالنسبة لي جدية هذه الحياة الخانقة تحتاج لطفل يذكرني بأن هناك في هذا العالم من يستحق أن تناضل من أجل أن يكون مستقبله أفضل من حاضرك !


دمتم بخير 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق