الأربعاء، 16 فبراير 2011

بيني وبين الثورة (2)

صورة طفلة في ميدان التحرير بعد النصر


تُحدث الثورة في قلبي جلبة وأحاديث واحتفالات ومئات من الأسئلة التي تلقي بظلالها على قلبي وعقلي وفكري وعشرات من القضايا الجوهرية والسخيفة في آن واحد التي تُعرّي نفسها كل مساء في عقلي

لكن منعتني ظروف العمل عن أن استجيب لمطالبات الكلمات المتظاهرة في ميدان قلبي لتدوينها هُنا ..حتى ضاعت مني للأسف

هل مُبارك كان مشغولاً مثلي عندما كان شعبه يُطالب بحقه فضاع حقه ككلماتي ؟!

لا يُمكن أن نضع المطالب في الحالتين على طاولة واحدة لنسأل سؤال كهذا ...لكن ما أردت الاشارة اليه هي أن الثورة المصرية ساهمت وستُساهم في صياغة ثقافة مجتمعاتنا العربية من جديد ...إنها لم تسقط نظام حكم مبارك ..وإنما اسقطت نظام ثقافي كامل كان عقيمًا مريضًا بما يكفي ليُنجب أفراد بأفواه مكممة وقلوب راجفة !

وثقافتنا الجديدة في طور صياغتها الجديدة ستكسب وستطرح مفاهيم جديدة علمتنا إياه الثورة ..وسنكتسب الكثير من المكتسبات الثقافية والفكرية الجوهرية وستطالنا هذه الثقافة حتى في ألفاظنا ونكاتنا !

وسيكون سؤال كالذي سألته أعلاه رغم سذاجته دارجًا في معاملتنا اليومية ! ..سيتحول كل شيء بانتهاء عصر الثورات العربية إلى خارطة ثقافية وفكرية جديدة !

فسابقًا كنّا مثلاً نقول ( أنا أعرفك ؟! ..فين شفتك ؟) لشخص نعرفه جيدًا ولكن نتنكر له من أجل أن نطق بالحق أو بما يخالف النظام
أو مصطلحات كأبو زعبل و لا تروحي وراء الشمس والجدران تسمع وشكلنا حنشتري حلاوة طحينية عشان نزورك في السجن أسبوعيًا ..أبغى اعيش ورايا عيلة وووالخ
والكثير من المتلازمات اللغوية لكل حالة يكون فيها الانسان حر نفسه ..حتى في محيط العمل والأسرة !

من المتوقع كما بدأنا الآن أن نصبح لاحقًا نتداول ( الشعب يريد اسقاط المديرة ...اصلاح النظام ...اخلاق الميدان الخ ) ..أو ميدان التحرير ..العزة ..الشهداء ! وسيتسائل المثقفون والأدباء بطريقة فنية كم طاغية في قلبك ؟! ...واتوقع سنقول لاحقًا نحن من جيل نورة أو وائل !


كل شيء تغير وسيتغير ..الثورة علمتنا الكثير وستظل تصوغنا من جديد ..لذلك على الحكومات أن تتعلم قبل أن تعلمها الثورة
وعلى الشعوب أن تكون واعية لجوهر الثورة والمفاهيم التي انطلقت منها وجذورها ..عليها أن تعرف أن الثورة شكل ووسيلة ...وأن الهدف هو تحقيق كرامتنا الانسانية

حقًا الثورة ثروة ثقافية وفكرية واجتماعية ..نشكر مصر وتونس أن منحونا إياها

دمتم بكرامة تليق بكم :)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق