الاثنين، 14 فبراير 2011

بيني وبين الثورة (1)


أنا من جيل الثورة ..هذه الصفة التي لم أتخيل يومًا ما أن تُنسب لي ..كُنت أردد على نفسي وصغاري أننا جيل النصر أو النهضة ..وفي داخلي كانت صورة حلزون بطيء يسير بأنفة وعزة لبوابة النصر

نعم كنت أتوقع أن الأحداث ستكون أبطأ من ذلك بكثير ..وبأني سأموت قبل أن أشاهد شيئًا مُدهشًا إلى هذا الحد !

اكسبنا الله بنصر مصر وتونس هويتنا كجيل ...كُنّا نعرف عن جيلنا الكثير ..لكن لم نكن نُحس ونؤمن إلى هذا الحد بنفسنا ..وقد قلت في هذه المدونة سابقًا ..أن هُناك فرقًا كبيرًا بين المعرفة والإحساس بالمعرفة

كنت أعرف أن جيلنا لا يُشبه جيل أبي ...وبأن ثمة عزيمة وإصرار لا يُمكن أن تنثني ..وكنت أعرف بأننا جيل الاستثنائيات

وأننا الجيل الذي لا يقبل إلا بالمحاكمة العقلية والتجربة العملية وإن كانت طيشًا أو تهورًا في نظر الكثير

نحن جيل لا يقبل الوصاية العقلية ..وينظر إليها على أنها سذاجة ما لم تكن للوحي من الكتاب والسنة ...نحن الجيل الذي لم يستسلم لكلمة (ايش الفايدة ؟) أو (فين التغيير) أو ( انتي إلا حتغيري يعني ! ) وجاءت ثورة مصر لتُخرِس كل الأفواه وتصفع وجه كل من يثرثر !

لم يُراهن علينا إلا القليل ..وراهنّا نحن على أنفسنا استنادًا لقول الله تعالى ( وليُمكنن لهم دينهم الذي ارتضى ) ..( وكان حقًا علينا نصر المؤمنين)

حتى الذين لم ينخرطوا تحت مسمى اسلاميون ...راهنوا على انفسهم استنادًا لسنة الله في الكون ! التي لن نجد لها تحويلاً

اعمل وابذل وسيكون التغيير !

لم تعد المناصب تُغرينا ولا المسميات ولا التصنيفات ..فيصل المنافسة هو الانجاز ولا شيء أخر !

هذا الجيل الذي يُقدّس كما قالت صديقتي ليلى حُريته ..نعم نقدس حريتنا فهي جوهر عبوديتنا لله !

هذا الكلام يُعد مثاليًا ..أعرف ان في جيلي الكثير من الغثاء ..لكن نخبته ..نخبة مميزة فريدة وستحقق بإذن الله فريدًا

أدعو الله أن يُعطينا خير أنفسنا وأن يأخذ من أرواحنا وأوقاتنا وأموالنا لدينه ونهضة الأمة الاسلامية حتى يرضى عنّا

بيني وبين الثورة الكثير من الأفكار التي تجول رأسي كل يوم ...حتى بت أشعر بأن دماغي ساحة التحرير
وبأن الكلمات متظاهرة ترفض الرحيل حتى تُدّون !

دمتم بعزة



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق