الثلاثاء، 8 ديسمبر 2009

كَدَش ولحية وعباءة

http://www.youtube.com/watch?v=BVNbRSZ6CbY

أولاد كَدَش ..وآخرون بلحى ..البعض يرتدي بنطالاً أو ثوب طويل ..وآخرون ملتزمون بثياب قصيرة ...نساء متحجبات بطرح ملونة وأخريات يُفضلن الأسود ويخترن غطاء الوجه ...البعض قَبَلي والبعض الآخر مُقيم أو ذا أصول أجنبية ...شاب يحمل ..وشابة تُنظم ..وطفلة تُعبأ أكياس السكر ..وطفل بقلب رجل يتعاون مع آخر ليؤدي مهام الكبار ..شاب لا يتحدث العربية يتلمس مواطن النقص ويستجيب للإشارة ليُقدم ما يملك !
هذه اللوحة الملونة التي يُزينها شباب من كافة الأطياف والأعمار والتوجهات الفكرية يجتمعن لأكثر من أسبوع من أجل هم واحد وهو إغاثة المتضررين من سيول جدة في مركز الحارثي بأرض المعارض ليس لساعة ولا حتى لخمس وإنما لأكثر من عشر ساعات يوميًا !


للمرة الأولى التي أشعر فيها بفلسفة الــ (puzzle) التي أعشقها ، واقعًا أعيشه وتعيشه جدة ...فالكثيرون من الشباب والشابات يذهبن على مشاغلهن ..حتى أن البعض يسترق الوقت ليذهب من بين أكوام أعماله ساعة أو ساعتين رغم علمه بأن العدد ربما كاف هُناك ..لكنه يُصرّ أن يحمل كيس أو كيسان أرز ليضعهما في صندوق فتصل بدفء حميم وأخوة كبيرة للمنكوبين ، تشعر بأن الجميع هُناك صغارًا وكبارًا يهرولون من منطلق الاحساس بالمسئولية وكأن المصاب مصابهم!


ذهبت لمرات قليلة أستحي أن أقارنها بعمل الشباب المداومين هُناك ، وفي كل مرة أعود بفخر كبير وشعور بارد كالكمّادة على قلبي المحموم وفرحة تعانق فؤادي وكأن أحد أحلامي تحقق !


وعلى الرغم من بعض الاحاديث التي سمعتها من المعارضين للاختلاط ، وعلى الرغم أن بعض ممن عملوا وقد كنت منهم استأت للحظات من بعض التجاوزات ، إلاّ أني أتساءل وأدعكم تتساءلون معي :
لو توقف النساء عن العمل في أرض المعارض هل سيتوقف الشباب ؟!


هل كان شبابنا ينتظر كارثة جدة من أجل أن يعمل مع فتاة ويسعد بذلك ؟!

هل يستحق الأمر من شبابنا كل هذا العناء من حمل الصناديق إلى النزول في مواقع الكارثة حتى يلتقي بفتاة ويوطد معها العلاقة ؟!

هل أرض الحارثي هو المكان الأمثل والأسهل لبناء علاقة في عالم منفتح وجيل قوي يملك قراره ؟!

لا أتوقع أن أي من الأسئلة السابقة ، يُمكننا أن نُجيب عنه بـ (نعم) ، لذلك أقول لكل من تُسوّل له نفسه بالتشكيك بنيات شبابنا ، وأقول لنفسي التي تحاول إفساد فرحتي بخيرية أولاد جدة :

لا تضيّعوا على أنفسكم فرصة الاحتفال بــخيرية الــ90% وتركزوا على أخطاء الــ10% !

يا أهل جدة ..حقًا أنتم أهل الرخاء والشدة !
أفخر بأن في الأمة أمثالكم :)


هناك 5 تعليقات:

  1. كلنا فخر رفاه بكل شاب وشابه تركوا رغد حياتهم ومسؤولياتهم حتى يكونوا من المتطوعين لاغاثه اخوة لهم لم يروهم يوما وقد لا يرونهم ابدا لكن دينهم وانسانيتهم حتمت عليهم الانخراط في عمل كهذا بدون كلل ولا ملل ...
    نعم هم
    فخر لمجتعاتهم.... لعائلاتهم ... لامهاتهم
    هنيئا لك جده أمثالهم في أرضك


    دره :)

    ردحذف
  2. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  3. I agree with you 100% ...well written Mashallah Rafah..
    keep it up

    ردحذف
  4. Thank you all ahl Jeddah , Allah yewafegkom

    ردحذف
  5. إشراقةالعمر16 أبريل 2010 في 3:33 م

    مبدعة يا رفاه كلماتك وصلت للصميم
    فعلا الانسان دايما يشوف السيئ قبل الحسن
    و يعيش ينتقد مو يصحح

    لا فض فوك
    شروق..

    ردحذف