الأربعاء، 7 أكتوبر 2009

شتاء بلا تفاصيل !

صباحكم شتاء مليء بالأحداث الجميلة كالأعياد ...صباحكم أقداح قهوة دافئة !

انتهى الصيف ..رغم أننا هُنا لا نُحس بفرق الفصول ..ورغم أن عامنا في جدة كله صيف ...إلاّ أني أشعر بأنه انتهى الصيف في قلبي !
وبأن قلبي يستقبل شتاءً غريبًا للغاية ...نعم أشعر بالشتاء في قلبي ..وبأني أفتقد الكثير من الأشياء في قلبي كما الصيف
لا أعرف لماذا يغدو كل شيء بداخلي بارد للغاية ...وموحش ..وصامت ؟!

فأنا أشعر بأن قلوب من أحب تستعد للرحيل ...كأسراب حمام لا تقوى على البرد ....كزينة كرنفال لا تقوى على الصمت !

فأنا خالية من وشوشات الأصدقاء ...وهمومهم التي كانت تنام في قلبي كضيوف ...وضحكاتهم التي تصدح في قلبي كمهرجان !

كل شيء هادئ هُنا ..هادئ للغاية..حتى الحُب لم يعد قادرًا على أن يبث الدفء
هل أنا وحيدة ؟!

أنا خالية من الأفكار لا يُغريني شيء ..كبحيرة في حديقة تجمدت في الشتاء ...لم يُعد يُغريها البط ..ولا الأطفال الذي يركضون حولها !
أنا خالية من عادتي في التهام الكُتب ..لم يعد كتابًا أو كاتبًا يُحفزني ...أشعر بهم كعربات الآيسكريم ...أو رقائق البطاطا الذين يتجولون صيفًا في الحدائق ...ويٌغلقون شتاءً ! ...أشعر بهم كبائع عجوز ..كان يُغني للأطفال فأحبوه ..واليوم يبكي فقدان صوته !

أنا خالية من الحُلم ...من فراشات حماسي التي تدور حوله كل صباح فتوقظه ...من أرواح الأطفال التي تبث فيه الروح ..أشعر به كزهرة منكفئة ...لا يدور حولها نحل ..حتى ضاقت برحيقها ذرعا !

أنا خالية من صباحاتي ...من استيقاظي السريع والمتفاجئ ...من ضجيج الشوارع والأحداث ...أشعر بغرفتي ..ككرسي خشبي في حديقة ...مغطى بالثلج إلا طرفًا ...يجلس قلبي عليه متعبًا !
كل شيء هنا متكاسل..فارغ للغاية ..حد أنه موحش ...حتى الحُلم لم يعد قادرًا على إحداث ضجة
هل هذا ما يُسمى العجز ؟!

مرة أخرى ..أرى قلبي ..كملاهي صيفية غطاها الثلج فأغلقت أبوابها ...لا المدافئ ..ولا أقداح القهوة ...ولا قطع الكعك الساخن تنفع ..لتؤدي مهمتها من جديد !

لا يظن أحد هُنا ...أني حزينة ..وبائسة ...ولا يظن أحد هُنا أني منكسرة كالصباحات الشتوية ..التي يسرق منها الليل بعضًا منها !

لا يظن أحدًا هُنا أني فقيرة من كل شيء ...ومتشردة في أرصفة باردة خالية من الحب والفكر والحُلم !
أنا لست فقيرة ...أنا غنية جدًا بمعطفٍ دافئ ..يمنحني الطمأنينة ..إنه الصبر يهمس لي في أذني بأن (الحقول ستزهر من جديد ..و الحدائق ستفتح ..وأسراب الحمام ستعود) تدفئني أنفاسه والله في كل حين !

أنا لست متشردة ...أنا فقط أنتظر باستمتاع..وأنا أتذوق لذة كلذة البوح في الصلاة (فانتظار الفرج عبادة) ...فأنا أعلم بأن ثمة قطار أت ليأخذني إلى مدن ربيعية !


أنا لست منكسرة ...رغم أني أقلب بين يدي فاكهة حقولي ..التي تحتضر من الشتاء ..لكن ليس لأبكي عليها ...وإنما يقينًا بالدفء القادم ليمنحها الحياة فتثمر !


اممممم
أنا أعيش حياة أخرى ...شتوية نعم ..وفارغة نعم ...وهادئة نعم ...لكن لها لذتها ..ولي فيها ما يشغلني فيمنحني الحياة :
)


هناك 7 تعليقات:

  1. شريفة السديري =)8 أكتوبر 2009 في 3:34 م

    رفاه الحبيبة إلى قلبي..
    رغم برودة الشتاءالقاسية.. وبياضه الناصع الذي ينسينا وجود الألوان..
    إلا أنه يخبئ تحته كرنفال ربيعي بديع من البهجة والفرح والأحلام والأمنيات والحب..

    وحده الشتاء يجعلنا قادرين على تذوق باقي نكهات السنة بتلذذ وشغف..
    فرغم بهجة الربيع.. وشجون الخريف.. وحماس الصيف..
    يبقى الشتاء وقت التأمل وبزوغ الحكمة المختبئة في أرواحنا..

    متأكدة أنا أن كرنفالك لن يماثله شيء، ففراشات حماسك المتدفئة في شرنقاتها ستخرج مثقلة بحب وأحلام وبهجة وحماس لا تسعه الدنيا..

    استمتعي بشتائك..
    .
    .
    .
    أحبك ياصديقة التخرج ؛)

    ردحذف
  2. مرحى ..مرحى أيتها التفاصيل الصغيرة ..إن صديقتي شريفة هُنا !

    ما كل هذا الدفء الذي جلبتيه معكِ ؟!

    حقًا أشعر بكلماتك تربيتة حنونة ..وهمس دافئ كجلسات الأصدقاء في الشتاء ..حول المدفئة حيث أقداح القهوة وكعك الشوكلاتة الساخن ..وحكايات لا تنتهي عن الحياة والحب والجنون !

    تلك الجلسات التي يتحلقون فيها حول النار ..فيشعرون بالدفء يصل حتى أقصى منزل في القلب ..فيخرجون وقد نسوا أنهم في الشتاء !

    صديقة التخرج ..والكاتبة الأروع شريفة

    شكرًا من أول نصيحة جامعية بأن أهدأ وأستمتع فحسب
    إلى نصيحة اليوم بأن استمتع بشتائي !

    ردحذف
  3. ماشاءالله تبارك الله!
    أبلة رفاه .. آآآآ مرة عشت جو .. حسيت فجأه باقرأ لكاتبة محترررفة وعظيمة وفنانة ماشاءالله اسلوبك قاتل فظيع جميل وكتكوت ومن جد أنا لسه " آآآآآآآآ " !!
    الله يحميكِ ويسعدك والجميع ..
    من جد أنا ماأعرف إيش باأسوي هنا !! ..
    يعني مرة مستحية من تعليقي .. بالنسبة إنو" لأبلة رفاه وأبله شوشو" !!
    بالتوفيق :)

    ردحذف
  4. شريفة السديري19 أكتوبر 2009 في 5:01 م

    رفاه...
    =")

    ردحذف
  5. كم أعشق الشتاء يارفاه
    يجعلنا نتذوق الهدوء.. والصخب الذي ترينه ولكن لا تستطيعين سماع أصواته.. ولا يصيبك الصداع من شدته
    أحب الشتاء الذي يجعلني ارتدي معطفًا أختبئ به.. وأراقب من حولي.. وكإنني أضع على أذني قطعة من قطن!!
    انه الشهر الذي تستمتع فيه بطلوع الشمس.. وحرارة القهوة.. وأمطار تروي القلب..

    إنه نمط آخر من الحياة..
    لمن نعتاد عليه
    ولكنه "يعدّي":)
    وستجدين له يارفاه بصمته الخاصة بكِ



    ساره

    ردحذف
  6. لا زلت أنتظر الربيـــــــع ..

    ربيعـكُ أنـتِ ..

    فهو يحمل للحياة أكثر مما تحمله الروح للجسد ..

    في أمان الرحيم

    ردحذف
  7. كل هذا وتقولين شتاء بلا تفاصيل..؟؟!
    أعيش الآن شتاء بكل ما تعنيه الكلمة..ما كتبت عنه هناك من البحيرة المتجمدة، وعربات الآيسكريم المقفلة..والملاهي المثلوجة كل ذلك أعيشه حقيقة الآن..وأعيش أيضاً شتاء قلبياً ذا صقيع بلا حدود..
    كل يوم أقول سأدخل اليوم إلى بيت ماورد وأكتب عن تلك الحالة الثلجية التي أعيشها لأول مرة بهذا العمق..ولكن خطواتي ساقتني إليك وقرأت شتائك فقلت..لن أكتب ..هاهو هاتف العلوم يعمل مرة ثانية..هاهي رفاه تقرأني وتكتبني كما لم يفعل أحد من قبل..
    لحظة..
    هل بدأت تعيشين ربيعا حقا؟..عدم وجود فصول حقيقية ميزة:)
    ما زال شتائي طوييييييل..!!

    ردحذف